عندما يقرر السائح السفر لقضاء عطلة ما، فإن عدة عناصر لم يكن لها أي وزن بالأمس أصبحت اليوم تؤخذ بعين الإعتبار في تحديد وجهته، فإلى جانب بحثه عن مكان جميل يحلو فيه الحلم والهروب من واقعه اليومي أصبح السائح يتوق إلى استغلال الميزانية التي خصصها للترفيه على أحسن وجه ممكن.
وهذه التغييرات السلوكية مع ما يصاحبها من منافسة شديدة خاصة بين الوجهات الشاطئية، ولدت ميولا ورغبات جديدة ما فتئت تتأكد وتترسّخ بصورة قوية. وتخص مباشرة القطاع السياحي التونسي. وردا على التغييرات التي طبعت القطاع السياحي وكل ما يتصل به على المستوى العالمي أخذت الإدارة السياحية على عاتقها إيجاد منتوجات سياحية جديدة نظرا لاقتناعها بأن السياحة الشاطئية لم تعد كافية لإرضاء مختلف أصناف الحرفاء.
وهكذا وبعد أن تمتنت الصلة مع أوروبا التي هي سوقنا التقليدية، أصبحت تونس تولي أهمية عظيمة لأسواق جديدة كبرى مثل الصين وروسيا و اليابان الي وكندا ودول الخليج العربي والمبدأ السائد اليوم هو تنويع المنتوج لتلبية رغبات كافة السياح.
وفي هذا المجال تمتلك تونس مخزونا ثريا و متنوعا هي الآن بصدد إستغلاله : منه المعالجة بمياه البحر وتحتل تونس المرتبة الثانية بعد فرنسا، والسياحة الثقافية والإيكولوجية، والسياحة الإستشفائية، والسياحة الرياضية والترفيهية، الغولف، الغوص في البحر، الصيد، السياحة الصحراوية، سياحة المؤتمرات والأعمال، السياحة طويلة المدى وسياحة الإقامات والسياحة البيئية وملاحة النزهة.
وفي إطار هذه النظرة الحديثة المتعلقة بتنويع المنتوج، تقع الآن دراسة بعض المناطق السياحية الجديدة في الوقت الذي تتم فيه تهيئة بعض المناطق الأخرى. وهكذا فإن خطة التنمية تولي أهمية لأربعة مواضيع تخص هذه المناطق السياحية الجديدة.
